مدونة الطفولة المبكرة
تعليم الطفل التعاطف يجعله سعيدًا
📅 August 2023 / 🖋 Haneen Abu-Yahia
Uيتأثر سلوك الطفل وتفاعله مع الآخرين في مرحلة الطفولة المبكرة بما يراه ويلاحظه، فهو يتعلم من المربي كيف يعامل الآخرين ويتجاوز المشاعر والظروف السلبية. عندما يربي الوالدان الطفل بالعطف فهم يدركون حاجات أطفالهم، ويتقبلون مشاعرهم ويقدرونها. في الواقع هذا ما يحتاجه الأطفال: مساعدتهم في تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية مثل التواصل الفعّال مع الآخرين، واللطف في التعامل واحترام المشاعر، وتقديم المساعدة. فهذه المهارات تساعدهم في بناء علاقات صحية وسعيدة، وتحسين الصحة النفسية والعقلية، واحترام الذات، والوصول للسعادة
الأطفال الذين يتعلمون التعاطف وتقدير مشاعر الآخرين أقل عرضة للتنمر، وأكثر فهمًا وتقديرًا وإقبالًا على التطور والعمل التعاوني مع الآخرين، التعاطف مهارة حياتية ضرورية للطفل، وتجاهلها يعني تجاهل جزء حيوي أثره مذهل على حياة الطفل.
كارول ماكلاود معلمة للأطفال وكاتبة، دفعها تأثير نقص الحب والعاطفة على نمو الدماغ إلى الكتابة عن مفهوم السعادة للطفل. قدمت ماكلاود كتبًا وأنشطة ومؤلفات عديدة حول مفهوم السعادة للطفل مثل (Growing Up with a Bucket Full of Happiness)، وكتاب (? Will You Fill My Bucket)، وغيرها من المؤلفات والمشاركات. في كتابها (هل ملأت دلوًا اليوم ؟ - ? Have You Fill a Bucket Today) فقد هدفت لمساعدة الأطفال والبالغين للوصول إلى حياة أكثر سعادة من خلال تعليمهم نمو قيم اللطف، وضبط النفس، والمرونة والتسامح.
تؤمن ماكلاود أن هذه الفلسفة مهمة لتساعد الطفل على خوض التجارب اليومية وفهم الآخرين وتقبل اختلافاتهم والمضي قدمًا وتعلم مهارات جيدة تنعكس على حياته المهنية والاجتماعية في المستقبل
إن مفهوم الكتاب الأساسي هو أن كل شخص لديه دلو خيالي غير مرئي يحمله طوال اليوم. عندما يكون هذا الدلو ممتلئًا نشعر بالسعادة والشغف، وعندما يكون فارغًا نشعر بالحزن والغضب والوحدة. يشرح الكتاب هذا المفهوم بشكل بسيط للطفل، ويقدم طرقًا تساعده في ملء دلوه ودلاء الآخرين مثل: استخدام الكلمات اللطيفة، والاحترام، والتعاطف مع المشاعر، ومساعدة الآخرين، والاهتمام بالحيوانات الأليفة، والصدق، وممارسة الرياضة، والابتسامة وغيرها الكثير من المهارات والقيم. كما يشجع الكتاب الطفل للقيام بالسلوكيات الإيجابية لنفسه ولعائلته وأصدقائه، ويدعو الطفل للابتعاد عن السلوكيات السلبية مثل: الكذب والتنمر والإساءة لأنها تؤثر سلبًا على سعادته وسعادة الآخرين في ذات الوقت
يدرك الطفل من خلال الكتاب أن تقديم الحب والتعاطف، أو إظهار الكُره والقسوة يؤثر في ملء أو تفريغ دلوه الخاص أولًا ثم دلاء الآخرين. وتؤمن ماكلاود أن هذه الفلسفة يحتاج أن يتعلمها الأطفال لتساعدهم على خوض التجارب اليومية وفهم الآخرين وتقبل اختلافهم والمضي قدمًا وتعلم مهارات جيدة تنعكس على حياته المهنية والعملية في المستقبل.
باعتبارنا آباء ومعلمين ومربين هدفنا تربية أطفال سعداء، تقع على عاتقنا مسؤولية ملء دلاء أطفالنا بالاحترام والتقدير والحب، وتعليمهم كيف يكونون سعداء ويجعلون الآخرين كذلك. عندما يكون الطفل سعيدًا في يومه فهو يسيطر على مشاعره وسلوكياته بشكل أفضل، وتمنحه هذه السعادة رغبة قوية في التعلم والثقة، لاتخاذ قرارات جيدة والإيمان بقيمة الصداقة وضرورة الإنتاجية والانتماء للمجتمع في المستقبل.
: المصادر
Share On: